main-banner

إحذروا هذه العادة اليومية المُؤذية للكبد!

من المعروف أنّ الجلوس مرتبط بأمراض عدّة، كالبدانة والسكري، لكن ما لم يكن في الحسبان أنه يملك آثاراً ضارّة في الكبد أيضاً! فماذا وجد العلماء خلال أبحاثهم التي أجروها لرصد تأثير الخمول في صحّة الإنسان؟

استناداً إلى دراسة حديثة أُجريت في كوريا الجنوبية ونُشرت في «Journal of Hepatology»، رُبط الجلوس المُطوّل والخمول بمرض الكبد الدهني غير الكحولي بعدما وجد العلماء أنّ الجلوس لعشر ساعات أو أكثر في اليوم يرفع خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 9 في المئة.

أما القيام بحركة متواصلة فيبدو أنه يؤدّي إلى نتائج عكسيّة، بحيث تبيّن أنّ الأشخاص الذين تمسّكوا بالنشاط البدني أو مشوا نحو 10 آلاف خطوة في اليوم كانوا أقلّ عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي بنسبة 20% مقارنةً بنظرائهم الذين نادراً ما يقومون بالمثل.

وفي التفاصيل، حلّل الباحثون حالات 140 ألف رجل وامرأة من كوريا الجنوبية يبلغ متوسط أعمارهم نحو 40 عاماً. ووجدوا أنّ 35% منهم (تقريباً 40,000) أُصيبوا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي على الرغم من خضوعهم لفحص الموجات فوق الصوتية. وقد أبلغ المشاركون في الدراسة عن عدد مرّات جلوسهم ومستويات نشاطهم.

ووفق قائد الدراسة، الدكتور سونغو ريو، فإنّ «معظم المشاركين في الدراسة كانوا يتمتعون بصحّة جيّدة، ما يعني أنْ لا علاقة لظهور المرض بسبب مضاعفات صحّية غير مرتبطة بنمط الحياة الذي يغمره الخمول».

من جهته، عبّر أستاذ طبّ التمثيل الغذائي ونمط الحياة من جامعة نيوكاسل في إنكلترا، مايكل ترانل عن رأيه عقب صدور هذه النتيجة قائلاً إنّ «جسم الإنسان قد صُمّم من أجل الحركة، وليس من المفاجئ أن يملك الخمول، الذي يتميّز بانخفاض نشاط العضلات، تأثيراً مباشراً في وظائف الأعضاء».

وأشار ترانل إلى أنه «بسبب عدم وجود أدوية عدّة مُصدّق عليها لعلاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإنّ تغيير نمط الحياة قد يكون أفضل وصفة طبّية»، موصياً بـ»ممارسة 150 دقيقة من الرياضة المعتدلة أسبوعياً، أو 10 آلاف خطوة في اليوم بما أنّ المشي يُعتبر أيضاً من أهمّ الحركات التي يمكن للإنسان التمسّك بها».

ولفت إلى أنه «من غير الواضح بعد كم تبلغ مدة الجلوس التي تُعدّ كثيرة، غير أنّ البحث يُظهر أنه من الأفضل الجلوس أقلّ بدلاً من الجلوس أكثر».

وفي ما يلي 6 دوافع إضافية لتفادي الجلوس المطوّل:

• زيادة خطر السكري: وجد باحثون من جامعة ميسوري أنّ الجلوس في معظم الأوقات خلال اليوم يرفع احتمالَ تعرّض الإنسان للسكري والبدانة، حتى لو خصّص أهمية للرياضة اليومية.

• رفع خطر الموت: أظهرت دراسة نُشرت في «American Journal of Epidemiology» أنّ النساء اللواتي جلسن لستّ ساعات أو أكثر في اليوم كنّ 40 في المئة أكثر عرضة للموت خلال 13 عاماً مقارنةً بنظيراتهنّ اللواتي جلسن لأقلّ من ثلاث ساعات. أما الرجال، فإنّ الجلوس لأكثر من 6 ساعات يومياً رُبط بزيادة خطر موتهم بنسبة 18 في المئة.

• خفض متوسط العمر: بيّن بحث نُشر في «British Journal of Sports Medicine» أنّ كلّ ساعة جلوس أمام التلفزيون تقلّص متوسط العمر المتوقّع بنحو 22 دقيقة. أما مشاهدة التلفزيون لستّ ساعات في اليوم فقد يقلّل متوسط العمر المتوقّع بخمسة أعوام.

• مرتبط بالسرطان: يُعتقد أنّ الجلوس مسؤول عن أكثر من 170 ألف حالة سرطان سنوياً، خصوصاً سرطان الثدي والقولون. لكن وبحسب هذه الدراسة، إنّ المشي السريع لثلاثين دقيقة في اليوم قد يمنع هذا الخطر.

• تعزيز النوبات القلبية: وجد باحثون من ولاية لويزيانا خلال دراستهم التي نُشرت في مجلة «Medicine & Science in Sports & Exercise» أنّ الأشخاص الذين يجلسون معظم الوقت خلال اليوم هم أكثر عرضة للموت بنوبة قلبية بنسبة 54 في المئة.

• زيادة حجم المؤخّرة والمنطقة السفليّة: تبيّن للعلماء أنّ الضغط على بعض أجزاء الجسم، كالمؤخّرة، قد تنتج عنه كمية أكبر من الدهون تصل إلى 50 في المئة.

إذاً وبعد عرض هذه الحقائق العلمية، خفّضوا معدل جلوسكم اليومي وتحرّكوا متى أمكنكم ذلك لتُبعدوا عنكم هذه المخاطر التي لا يمكن الاستهتار بها على الإطلاق!


المصدر: صحيفة الجمهورية

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |