ارتفعت نسبة الاهتمام بالتلوث الحاصل في نهر الليطاني، بعدما أشارت الإحصاءات والمعلومات إلى نفوق عدد كبير من الأسماء في النهر، وفي بحيرة القرعون، بسبب وجود أكثر من خمس وعشرين مخالفة على طول النهر.
فالجرائم التي ترتكب بحق الثروة البيئية في لبنان كثيرة، لا تعد ولا تحصى، وكلها بسبب إجرام الإنسان غير المحدود، من خلال نفايات المصانع والمداخن والمسالخ، إضافة إلى مياه الصرف الصحي والمبيدات والمرامل… ملوثات لم يضع القانون حدا لها على مدى سنوات، إلى أن دفع لبنان الثمن اليوم من خلال هذا المشهد المقزز لمياهه تذهب ضحية الإهمال.
يحتم هذا الواقع الصعب علينا جميعا أن نضغط على الدولة من أجل التشدد في معاقبة الجرائم البيئية التي لا تقل أهمية عن الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان، لأن في الحالتين هناك عملية قتل، واحدة فورية، والثانية بطيئة أكثر وتنسحب على أجيال بكاملها.
البيئة هي ثروة وكنز من الله، والتفريط بها هو بكل بساطة انتهاك لحرمة هذه الأرض وقدسيتها.