أنا مواطن لبناني، لا يهم من أي منطقة، لأن في مرحلة معينة من تاريخ لبنان، لم يكن هناك اهتمام بالمناطق، وكانت كل زاوية من لبنان تدعم حزب الله لإخراج الجيش الاسرائيلي العدو من لبنان، ولم نكن منقسمين في لبنان كما نحن عليه اليوم إزاء المقاومة وسلاحها.
أنا مغترب وأعمل في إحدى العواصم الخليجية منذ عام 2008. لقد أعطتني هذه العاصمة أكثر مما أتمناه وأكثر مما أتوقع. حصلت هنا على عمل محترم حرمني منه وطني، وعلى تقدير لشهاداتي الجامعية التي دفع أهلي الكثير لأحصل عليها، وحصلت على راتب قد لا يحلم به أي وزير في لبنان، وعلى تسهيلات مصرفية ما زلنا بعيدين كل البعد عن تأمينها للبنانيين في بيروت. أعيش في منزل محترم مع زوجتي وأولادي، الذين يقصدون أهم المدارس الأجنبية التي تعطيهم كل ما يحتاجونه لمستقبل ممتاز.
لكن ومن اللحظة الأولى التي وضعت فيها قدمي هنا، وأنا أعيش في خوف مستمر بسببك أنت. نعم يا سيد نصرالله. أعذر صراحتي التي قد تبلغ حد الوقاحة، لكن علي أن أقولها لك بكل وضوح، أنا خائف على مستقبلي بسببك، ليس لأسباب أمنية، بل لأسباب سياسية. تصريحاتك منذ سنوات وحتى اليوم في ما يتعلق بدولة البحرين تجعل اللبنانيين هنا وفي كل عواصم الخليج العربي يعيشون في هاجس لا يُحتمل. ننام ونستيقظ من دون أن نعرف ما إذا كانت الشرطة ستقرع بابنا لإبلاغنا قرار ترحيلنا، ونخاف من أن يكون غدنا خوفا ودمارا. لا أستطيع أن أطلب إلى أمي أن تأتي إلى هنا لأن التأشيرات ممنوعة على اللبنانيين، وكلما حاول أحد اللبنانيين البحث عن وظيفة في دول الخليج، يكون الجواب أن تأمين الإقامة من سابع المستحيلات.
يا سيد نصرالله، ما لنا ولك؟ ألا يكفي أننا في لبنان غير قادرين على العيش بسلام، لتأتي تصريحات البحرين وتطارد لقمة عيشنا هنا؟ ألم تكن القدس وجهتك الأساسية؟
