يعتقد كثيرون أن المسيحيين اليوم يعيشون أخطر الظروف التي مرت عليهم، لكن في الحقيقة، هم سبق أن عاشوا الاضطهاد منذ عصور، وتمكنوا أن يقاوموه وينتصروا عليه، وها هم اليوم متجذرون في لبنان.
الدليل الحقيقي على هذا الكلام هو وادي قنوبين، الذي كان يوما ملجأ المسيحيين الهاربين، والذين وجدوا في جبال لبنان مكانا يقصدونه ليعيشوا بسلام، لأن العدو لا يعرف الطبيعة الجغرافية للسهول والوديان، ولن يتمكن من الوصول إليهم فيها.
وفي هذا الوادي الذي تعبق منه رائحة البخور والقداسة، وجمال وروعة الطبيعة، يمشي المسيحيون في درب وعرة للصلاة والتأمل ينعم الطبيعة والوصول إلى الكهوف التي كانت ولا تزال مكان صلاة وخشوع.
وينقل أن البطريرك السابق مار نصرالله صفير ما زال حتى اليوم يمشي في هذا الوادي، رغم تقدمه في السن وصعوبة الطريق، إلا أن الإيمان هو ملهمه وطريقه لكي يكون قادرا على اجتيازه بهذه الطاقة، أطال الله عمره.
هذا الصيف، سأزور قنوبين وأمشى في الوادي الأثري، وأصلي من كل قلبي، لأن هناك… السما قريبي.
