فكرة حياد لبنان التي يطرحها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ولاقت الكثير من الترحيب من أحزاب وأطراف لبنانيين إنما هدفها حماية لبنان من تداعيات الغرق المستمر في الوحول والصراعات الإقليمية والدولية، ما انعكس سلبا على لبنان على مدى السنوات العشر الأخيرة، ونعيش اليوم تداعياته.
ولكن أن نجد في المقابل أن هناك من يرفض هذا المبدأ ويصر على أن يكون لبنان بعيدا عن هذا المبدأ باعتبار أن الحياد هو نوع من السكوت عن الحق، إنما يريد للأزمة أن تستمر، لأن لبنان ليس مضطرا كما في كل الظروف السابقة أن يدفع ثمن الصراعات في المنطقة في حين أن سواه يتفرج.
لقد دفع لبنان وأبناؤه الكثير، وإن كان لبنان يطالب بالحياد اليوم، فهو لأنه لم يعد قادرا على التحمل. وإن كان هناك من يريد الاستمرار في الحروب، فليقاتل وحده من دون إقحام لبنان.