main-banner

كفى تشويها لصورة لبنان في الأعمال الأجنبية

كنت أتابع إحدى حلقات المسلسل البوليسي الأميركي الشهير The Mentalist من موسمه السابع، الذي يتحدث عن مجموعة من مكتب التحقيقات الفدرالي، تقوم بالتحقيقات بقضايا كبيرة متعلقة بالإرهاب. وفي الحلقة التي تابعتها، كان لافتا أن الشبكة تلاحق رجلا سلوفاكيا هو مسؤول عن تفجيرات في أفغانستان ومصر واندونيسيا ويعد لتفجيرات حاليا في الولايات المتحدة، وهو متمركز في بيروت حيث يدير عملياته.

أول تشويه لصورة لبنان هو أنه مرتع للإهاربيين.

يتوجه الشرطيون إلى بيروت للبحث عنه، فيجدون أنه بلد جميل ونادر، فيه المناقيش والشاي، لكن تصويره حصل وكأننا في إحدى جادات المغرب. موسيقى مغربية، لباس مغربي، وحتى زينة مغربية، وكأن المشرفين على العمل لم يميزوا بين البلدين.

ثاني تشويه لصورة لبنان، هو طغيان الصورة الإسلامية المغربية على طابع بيروت التقدمي والفريد في التعايش بين الأديان، لدرجة أن المسيحيين شبه غائبين عن هذا البلد، وحتى تم تصوير مسجد محمد الأمين من دون الكنيسة في جانبه.

يمشي الشرطيون في الشوارع ويدخلون فندقا تبدو عليه الملامح العربية في حين أن فنادقنا تشبه بشكلها الهندسي أهم الفنادق الحديثة بتقنيات ونظام معماري وأثاث داخلي. واللافت أن الشرطيين يسمعون الناس تتكلم بالفصحى بدل اللهجة اللبنانية علما أن اللبناني مختلف عن الفصحى.

وفي الختام، عندما يتم إلقاء القبض على الفاعلين، يأتي رجل من قوى الأمن ويتبين أنه يساعدهم على الهرب قبل أن يُكشف مخططه.

ثالث تشويه لصورة لبنان، تصوير قوى الأمن فيه على أنها مدافعة عن الإرهاب وداعمة له.

لكن في الختام، يدعو الشرطي صديقته إلى العشاء على سطح الفندق حيث يبدو المشهد خلابا، قبل أن يسمع صوت انفجار، ويتبين أن الحقيقة أنها مفرقعات نارية لمناسبة انتهاء شهر رمضان المبارك كما يشرحون لنا، لتظهر سماء ملونة فوق بيروت.

لم يتمكن كاتبو هذه القصة من أن يظهروا الصورة السلبية فقط من لبنان بل أجبروا على أن تكون النهاية من وحي هذا البلد الجميل الذي أسرهم جماله على الأرجح عند تصوير المشاهد فيه. هذه هي حقيقة لبنان الرائعة، لكن وجب طرح بعض الأسئلة عن الأمور الشائكة، التي دفعت إلى هذه الصور المشوهة، لمعرفة كيفية معالجتها. لماذا صورة لبنان هي أنه بلد للمسلمين فقط؟ لماذا صورة قوى الأمن هي أنهم يحمون الإرهاب؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |