لا يمكن لأي شخص أن يمشي في شوارع دير القمر في قضاء الشوف، من دون أن يشعر بعبق التاريخ، وبالزخم الكبير للأمراء ينبض في داخله.
هذه المدينة التي تلقب بعاصمة الأمراء، ما زالت حتى اليوم تحتفظ بطابع تراثي وثقافي كبير، يجعلها بوابة زائري القضاء، والمتوجهين إلى بيت الدين أو قصر المير أمين، أو أي من الأماكن التراثية التي تظهر عظمة التاريخ في لبنان.
يكفي أن ننظر إلى القرميد يزين سطوح المنازل في دير القمر، لنشعر بالتراث اللبناني الجميل، وأن ننظر إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تنبض خضارا وجمالا وبيئة.
وفي دير القمر، موقع ديني لا يعرف عنه كثيرون، وهو من أهم المعالم الدينية والتاريخية، وهو جبل الصليب، الذي يرتفع فيه صليب بناه الطوباوي أبو يعقوب، بالإضافة إلى مغارة في موقع حمل الله، تشبه المغارة التي ولد فيها المسيح، وقد تم اكتشافها قبل سنوات قليلة، وقد كانت مخفية خلف التراب.
وفي هذا الموقع أيضا، بيت للمونة كان يستخدمه أبونا يعقوب، واستعاده أهل البلدة بعد الحرب، لأن القوات السورية احتلته وكانت تشن منه هجمات على أهالي دير القمر.
مدينة الأمراء تستحق لقبها. هذا الصيف، سأزور دير القمر، وسأتمشى في أسواقها الأثرية وفي بيئتها الخلابة، وسأكتشف تاريخ وطني الذي تختصره مدينة.
