main-banner

“نقشعلكن رئيس”

لي صديق من غير الطائفة المارونية صودف أن التقيته يوم عيد مار مارون فبادر الى معايدتي قائلا “نقشعلكن رئيس”. ضحكت للنكتة ولكن في الوقت نفسه شعرت أن الوضع في ما يخص رئاسة الجمهورية في لبنان يأخذ منحى خطيرا. وأن ما نأخذه اليوم بمزحة بدأ يتكرس واقعاً يتحول شيئا فشيئا أمراً واقعاً.

اليوم نلاحظ أن فكرة عدم وجود رئيس لم تعد مدهشة، وأن قابليتنا لها تزيد مع مرور الزمن.

وربما هذا ما يريده المخططون لخلق واقع جديد في لبنان، والمؤسف أن البعض منا يخدم من حيث يدري إو لا يدري أجندة هؤلاء.

كل يوم يمر على لبنان من دون رئيس هو طعنة لنظامنا السياسي ولدستورنا في الصميم. هو خطوة نحو انقلاب يحاول البعض أن يمرره ببطء للتخفيف من وقعه وصدمته.

لم يعد الفراغ في رئاسة الجمهورية أمرا طبيعيا في حين أن البعض يصر وبخبث على تطبيعه.

فذاك الكرسي الفارغ لرئيس الجمهورية في قداس ما مارون لم يمر عند اللبنانيين عموما والموارنة خصوصا مرور الكرام.

هذا الكرسي الفارغ إيقظ في عقولنا وضمائرنا وذاكرتنا أن شيئا من لبنان بدأ يتهاوى وأن كل تهاون أو تمييع لملء هذا الفراغ لهو جريمة ترتكب في حق لبنان وتاريخه ومستقبله وروحه وفرادته.

بين مار مارون الجميزة وساحة النجمة مرمى حجر وكان الأجدى بالنواب أن يتوجهوا الى مبنى البرلمان لانتخاب رئيس.

وكان الأجدى بأن يقوم النواب الموارنة بواجبهم لإقناع حلفائهم المعرقلين أو الضغط عليهم لإنقاذ هذا الاستحقاق المقدس.

هكذا تكون الصلاة، وهكذا تقومون بواجبكم مع مار مارون ومع الله والوطن… وإلا عبثاً تتضرّعون.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |