يدافع كثيرون من المتحمسين لعهد الرئيس ميشال عون لعناوين مختلفة حصلت في السنة الأولى من ولايته من الموازنة إلى قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب وغيرها من الأمور التي تحققت بفضل التسوية الجامعة في لبنان، التي أخرجت الدولة من المماطلة، وهذا صحيح ويحسب للعهد.
لكن العام الثاني من المفترض أن يحمل عنوانا واضحا لم نتمكن من التخلص منه في السنة الأولى ولم نر أي محاربة فعلية له وهو الفساد. فقد تم استحداث وزارة للفساد، لكن لم نجد نشاطها في أي نقطة أساسية في الحياة العامة، وما زال الفساد في كل المرافق ترغم الناس على دفع الرشاوى أو دفع ثمن المحسوبيات التي تمنع تحقيق مطالبهم.
والأسوأ هو أن الفساد ينسحب أحيانا إلى الممارسة السياسية في شهية البعض على “شفط” المراكز والتعيينات والوزارات والإدارات وكل ما في الحكم. إن لم يتخلص العهد من هذه الأمور في العام الثاني، فهو لن يكون مختلفا عما سبقه.