إذا كانت كل انتخابات لرئاسة الجمهورية تتم بشكل ممنهج ومبرمج، وبمساعدة لاعبين إقليميين ودوليين لتأمين مرشح يوافق عليه الجميع، فنحن لا نعيش في بلد ديمقراطي بل في ديمقراطية مقنعة تغلب عليها الأهداف الخارجية، ولا دور للشعب أو للنواب فيها.
بدل من أن ننزل إلى مجلس النواب لكي يتم الاختيار بين عدة مرشحين من دون أي تدخلات أو تسويات تقوي المجتمع الدولي على الإرادة المحلية، وتجعل من التدخلات الأجنبية مجلس نواب قائما بذاته.
لسنا ضد أي شخص تأتي به التسوية، لكننا ضد التسوية نفسها، لأنها جعلت كل النواب السائرين بها موافقين على ارتكاب جريمة بحق الدستور، وموافقين على تجيير إرادتهم الوطنية إلى المصالح الكبرى في هذا العالم، وإلى الدول التي تريد التدخل في الشأن اللبناني.
فلتكن ديمقراطيتنا عبارة عن تسوية يقوم بها مجلس النواب وليس أي أحد آخر.
