عاد النواب إلى مكانهم الطبيعي… مجلس النواب. كانوا في منازلهم، وفي المطاعم والسهرات، وحتى في السفرات والسياحة والاستجمام. كانوا منشغلين أكثر من قدرتهم على انتخاب رئيس. كثيرون يعتقدون أنهم بحاجة إلى قرار سياسي، لكن الحقيقة هي أنهم كانوا منهمكين في أمور أخرى أهم من انتخاب رئيس.
عندما وصلوا إلى مجلس النواب، بدا الاستغراب على وجوه البعض، لأنهم لم يحضروا إلى هذا المكان، الذي من المفترض أن يكون مكان عملهم، منذ فترة بعيدة.
ألقوا التحية على بعض، تبادلوا أطراف الحديث، وفي الختام، قرروا أن يدخلوا ليتعرفوا إلى جدول الأعمال، ويقروا بعض البنود التي قيل لهم إنها مهمة جدا للبنان وللاقتصاد، من دون أن يعرفوا تفاصيلها.
عندما أصبحوا داخل الجلسة مع النصاب القانون المؤمّن، قاموا بعملهم من خلال رفع اليد للتصويت، وبعدها غادروا. أتعبهم النهار الطويل والشاق. لم يعرفوا أن عمل النائب متعب لهذه الدرجة. لكنهم فرحوا بالصورة وبالاهتمام الإعلامي. وسمعوا عبارة ترددت كثيرا على مسامعهم… ما أحلى هالجمعة، قال لهم أحد الإعلاميين، فردت إعلامية: انشالله تضلكن مجموعين. لكن للأسف، لم يفهموا ماذا كانوا يقصدون…
