اندلعت المعركة العلنية والإعلامية بين الوزير وائل أبو فاعور والوزير آلان حكيم، بعدما فتح الأخير النار على وزير الصحة، واعتبر أن ما يقوم به هو بمثابة سيرك وتحركات هدفها الاستعراض الإعلامي وليس إصلاح الفساد فعليا. كلام رد عليه أبو فاعور بعد ساعات قليلة، عندما أعلن أنه يشفق على حكيم، وأنه سيتابع عمله كالمعتاد لمحاربة الفساد.
نحن في لبنان بغنى عن هذه الحرب الكلامية بين الوزيرين، خصوصا مع الويلات التي نراها في كل الجولات التي يجريها أبو فاعور على المعامل والمطاعم والإهراءات والتي تشير إلى كوارث تجعل اللبنانيين يتقاسمون لقمة العيش مع الجرذان ومع كل أنواع الحشرات وحتى مع مياه الصرف الصحي التي تمر على القمح الذي نأكل منه.
في ظل هذا الواقع، لا يمكننا أن نتعاطف مع وزير الاقتصاد ولو أن حججه قد تكون منطقية لكثيرين، لمجرد أن ما يقوم به الوزير أبو فاعور، ولو أنه قد يكون بمثابة استعراض إعلامي، إلا أنه ضروري لحماية أولادنا من هذا الدمار المهول في السلامة الغذائية.
يا ليت الوزراء يتلهون بمكافحة الفساد في كل وزارة من الوزارات بدل التلهي بالمعارك الكلامية التي لا فائدة منها سوى التعمية على ما يحصل في بلدنا من ويلات تتعلق بصحتنا.
