طلاب لبنانيون ابتكروا تقنيات متطورة

وسط المشاكل التي تعصف بلبنان، ومع تراجع الوضع الأمني والتدهور الإقتصادي والتعب السياسي يخرج من عين هذه العواصف عباقرة شباب يعطون الكثير لوطنهم الذي لا يستحقهم ربما، لكن إنشغال المعنيين والدولة عن إنجازاتهم تدفعهم للهروب منه نحو بلاد يلقون فيها طموحاتهم وأحلامهم وإختراعاتهم التي تفيد البشرية.

في هذا التقرير نستعرض حالتين برزتا منذ أشهر قليلة على ساحة “التكنولوجية المتطورة”، في الاولى: قيام مجموعة من  الطلاب المراهقين داخل مدرسة “الجمهور” بإبتكار تطبيق ذكي يحول دون فقدان حقائب السفر في المطارات، تلك الآفة التي يشكو منها عدد كبير من المسافرين عادة، مع هذا التطبيق الذي أطلق عليه رالف شلهوب ورفاقه الأربعة إسم “إتبعيني أيتها الحقيبة” أو (Follow Me Suitcase)، أصبح ضياع الحقيبة غير وارداً.

في حديث مع موقع “التحرّي” يقول رالف شلهوب انه وبالتعاون مع زملائه في المدرسة مكسيم حداد وآلان أبو راشد، جوزيف زاخر، ومارك هليلوس، رسموا تصميماً لهذا التطبيق وطوروه كي يصبح واقعاً ملموساً، وعن الفكرة يقول “نشات معنا خلال رحلة مدرسية قمنا بها مع مجموعة طلاب من مدرسة سيدة الجمهور، وكما متعارف عليه فإن مساحة هذا المطار شاسعة جداً، ما أتعبنا في سحب حقائبنا ناهيك عن فقدان أحد زملائنا حقيبته وإستغرق العثور عليها الكثير من الوقت، ومن هنا إجتمعت انا ورفاقي للبحث عن تقنية نضع لها تصميماً ونطورها كي تصبح واقعاً وتحل هذه المشاكل”.

ست ساعات وعلى مدار أشهر .. ظهر التطبيق

 داخل مختبر المدرسة كانوا يجتمعون لنحو الخمس إلى الست ساعات يومياً لتطوير هذا التطبيق تحت إشراف أستاذ الفيزياء، وفي أواخر شهر حزيران تم الإنتهاء كلّياً من هذا المشروع وقبل إطلاق التطبيق أحضرنا روبوت صغيراً وصنعنا منه حقيبة نموذجية، لنقوم بتجربة المشروع ونجحنا في التجربة، وعليه شاركنا في مسابقة كانت للعلوم التقنية في الجامعة الأميركية ببيروت، ومن بين جميع المتسابقين حصلنا على المرتبة الأولى وحصدنا الميدالية الذهبية مع شهادة تقدير وعلى خلفية الجائزة سافرنا إلى فرانكفورت في المانيا للمشاركة هناك في مسابقة مماثلة، وذلك في شهر أيلول، وأيضاً كانت الميدالية الذهبية من نصيبنا مع براءة إختراع رسمية من جامعة فرانكفورت، وفي شهر تشرين الأول، شاركنا في معرض الكويت بمسابقة “المبتكرون الشباب” وحصلنا على جائزة تقديرية هناك بعد عرضنا مشروعنا أمام لجنة حكم أتت من كافة دول العالم لفتوا إلى أهمية هذا الإبتكار التقني المفيد للحد من مشاكل فقدان الحقائب كذلك عدم سرقتها”.

هكذا نستعيد حقائبنا الضائعة

وعن كيفية عمل هذا التطبيق من الناحية التقنية، يقول الشاب آلان أبي راشد (16 سنة)، أن “Follow Me Suitcase”، أو “إتبعيني أيتها الحقيبة”، تقتفي أثر صاحبها دون أي مجهود منه، وهي مزودة بنظام تعقب عبر الأقمار الصناعية “جي بي أس” ويمكن التحكم فيها عن بعد، حيث تم زرع شريحة هاتف محمول تعمل بنظام اتصالات عالمي لإبلاغ صاحب الحقيبة بمكان تواجدها عن طريق هاتفه المحمول، ولكن لا بد من تزويد الحقيبة بهذا التطبيق أيضاً، أي يصله رابط وجود الحقيبة تحدياً بواسطة رسالة مع منبه صوتي للفت نظره، وعبر هذه الرسالة يمكنه التوجه إلى مكان وجودها، إلى جانب ذلك يقدم التطبيق خدمة تحديد الوزن بالحقيبة وهل إذا كانت زائدة عن حد الحمولة المسموح بها أم لا، كما يمكن السير وراء صاحبها بواسطة خيار موجود في التطبيق الهاتفي، وفي حال كان وزنها فوق الزائد تعطيه إشارة إلى عدم السير.

سرقة الهواتف أصبحت مستحيلة مع Smsimapp :

من ناحية اخرى، قام الشاب اللبناني إبن النبطية حسين حيدر بإبتكار تطبيق حديث (  Smsimapp ) ، الذي يحمي ضدّ السرقة ويَمنح الأمان للهاتف ويَحفظ البيانات الشخصية بحال فقدانها، وهو إنجاز يُعتَبَر الأوّل من نوعه في الشرق الأوسط والعالم العربي، بحسب ما يشير حسين في حديث مع “التحري”، وعن تطبيقه يشرح قائلاً ” إستغرق ما بين الـ4 إلى 5 أشهر تحضيرات وتجارب عديدة، بدأ متوافراً على جميع الأجهزة الذكية منذ ثلاث أسابيع، حيث يمكن تنزيله بواسطة غوغل بلاي”.

ويضيف حسين “هذا التطبيق ليس محصوراً بمنع فقدان الهاتف، او معرفة مكان السارق لا بل هو تطور منذ أسبوع ليصبح دليلاً يكشف مكان فقدان أصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة، فكثيراً نسمع عن خروج بعض ذو الإحتياجات من منازلهم أو كبار السن وفقدانهم، هذا التطبيق يكشف عن مكان تواجدهم وطبعاً لهذا الغرض يجب تزويدهم بهاتف ذكي عليه هذا التطبيق”.

مراحل تنزيل هذا التطبيق سهلة جداً، وهي كالتالي : يقوم المستخدم بتنزيل التطبيق عبر play storeأو أيّ متجَر آخر من الإنترنت، فهو متوفّر عليها جميعاً بـ 18 لغة مختلفة، وبكِلفة شهرية تبلغ دولاراً واحداً. بَعدها يقوم بإدخال كلمة سرّ خاصة به ورقم إسترجاع، أيّ رقم هاتف يتمّ إدخاله لإرسال التطبيق والرسائل النصّية والإلكترونية إليه بحال فقِد الهاتف أو سُرق.

يتمّ التحكّم بالتطبيق عبر الإنترنت من خلال لوحة التحكّم الخاصة به وهي متوفّرة بأربع لغات، أو من خلال الرسائل النصّية في حال عدم توفّر الإنترنت، وهو أمرٌ قد لحَظه حسين أيضاً في اختراعه.

في حال فُقد الهاتف أو سُرق، وقام السارق بتغيير لـ sim card، يقوم التطبيق بإرسال رسالة نصّية إلى رقم هاتف الاسترجاع الذي أدخله المستخدم بتحديد موقعه ثمّ يُقفَل أتوماتيكياً، حيث إنّ التطبيق مربوط بـ google earth مباشرةً. كذلك، يتمّ إرسال الرسالة من رقم الهاتف الذي أدخِل حديثاً في الهاتف، وبالتالي، يتمكّن صاحب الهاتف من معرفة الرقم الجديد الذي وضِع في الهاتف.

التسجيل على التطبيق من خلال رقم هاتف فقط وليس من خلال لـ email، وهي ميزة يتفرّد بها التطبيق عن غيره.

يستطيع المستخدم من خلال لوحة التحكّم الخاصة بالبرنامج تغييرَ كلمة السر الخاصة بالهاتف المفقود أو المسروق.

إذا أدخِلَت كلمة سرّ خاطئة للهاتف المسروق، يقوم التطبيق بأخذ صورة للّذي أدخل كلمة السرّ من دون إصدار أيّ أصوات تلفت انتباهه، ويقوم بإرسالها إلى لوحة التحكّم الخاصة بالمستخدم.

لا يحتاج التطبيق إلى إنترت سريع بعكس البرامج والتطبيقات الأخرى، كذلك يمكن قفلُ الهاتف عن بُعد.

المصدر: ربيع دمج | التحري