main-banner

Proudly Lebanese

لبنانيون … كم جميلة هي حكاية هذا الوطن

مرّ الوقت سريعا, وعاد المشهد عينه ليزيّن شوارع فرنسا بحلقات الدبكة و أنغام الدلعونا…انها بيروت العاصمة, أُنظروا اليها تتجلّى بأبهى صورها… أنه لبنان الوطن يخرج من جغرافيا الحدود ويتجسّد في نفوس أبنائه المغتربين… أنه العلم اللبناني,

يغطي السماء الفرنسية ويرفرف الى ما لا نهاية… أنه حماس الشباب اللبناني بما فيه من رونق عابر للحدود, يغزو اينما حل ويسرق قلوب الحاضرين بالعفوية و خفة الظل… ككل عام, نُظّم “حفل الرايات” في ساحات بلكور في مدينة ليون الفرنسية… اجتمعت الجاليات الأجنبية المختلفة, فكانت العروض الراقصة و الغنائية, الثّياب الفلكلورية, العادات, التقاليد و كل ما يمثل تلك الأوطان… أمّا لبنان فقد مُثّل من خلال جمعية “ألفال” وهي جمعية لبنانية تُعنى بالشباب اللبناني المغترب في مدينة ليون الفرنسية.

اجتمع اللبنانيون في خيمة خاصة زُيّنت بالأعلام اللبنانية, بصور المعالم السياحية وبكل ما يعرّف عن لبنان بالتفاصيل الصغيرة و الكبيرة… و ها هي فرقة الدبكة تُنجز تحضيراتها الأخيرة قبل الصعود الى المسرح. وأنا كنت شاهدا على التمرينات المكثّفة التي أُنجزت قبل أسابيع من الحفل, ليكون الأداء على مستوى الحدث, فكانت التحضيرات ليلا و لساعات طويلة, و هذا ما يدل على تضامن و ثبات الشباب اللبناني و سعيه الدائم الى تمثيل وطنه خير تمثيل و رفعه الى مستوى الدول المتقدمة لنشر ثقافته و حضارته الى كل العالم…. وها نحن نسمع صوت مقدّم الحفل, مرحّبا بالحضور و بالحشد الأجنبي الكبير الذي فاق كل التوقعات, و معلنا بدء العروض الراقصة على المسرح الرئيسي… بدأت الفرق تمرُّ تباعا الى أن حان الوقت المخصص للفرقة اللبنانية… اعتلينا المسرح باندفاع كبير, فعلا صوت التصفيق و الترحيب… مرّت رقصات الدبكة كالحلم الجميل على المتفرجين, ففي حماسة الراقصين ما يشدّ العيون و يجذبها, ما يدفع النفوس الى التأمّل و الاستمتاع… فقد لاحظت تفاعل الحضور مع ايقاع الموسيقى وخطوات الدبكة المُتقنة الى حد الابداع….

انتهى العرض اللبناني, وتهافتت الجموع لأخذ الصور التذكارية مع أعضاء الفرقة بلباسها الفلكلوري…. انتهى النهار بسرعة, عُدنا أدراجنا و الغبطة تسكن قلوبنا… تحوّل اللبنانيون الى مغتربين من جديد, وعاد لبناننا الصغير الى حدود الجغرافيا…. لبنانيون, لبنانيون, كم جميلة هي حكاية هذا الوطن! وكم من حكاية تُقرأ في عيون كل مغترب, سكن وطنه في داخله يوم غادره, وما زال حتى اللحظة يأبى الرحيل…..

نهرا الحاج

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |