مع بلوغ الهجرة مستويات قياسية لم يشهدها لبنان حتى في أقسى سنوات الحرب والخراب والدمار، بات من الواضح أن ما من مخرج للبنان واللبنانيين في هذا البلد، مع استمرار الجنون الذي يحصل على كل الأصعدة.
لبنان يعيش اليوم حالة من الموت السريري. الوضع السياسي معطل، الوضع القضائي موتور، الوضع الاقتصادي والمالي منهوب، والوضع الأمني يكاد ينهار بسبب هذه التطورات المرعبة.
وسط هذه الظروف المقلقة، لا حل أمام اللبنانيين سوى الرحيل رغم صعوبة المغادرة. بعض الدول لا تسمح بأن يكون هناك تأشيرات، ودول أخرى تستغرق وقتا كثيرا لقبول الطلبات، ورغم ذلك، الأزمة مستمرة بشكل غير طبيعي.
لبنان يفرغ من أبنائه، ومن لديه فرصة الرحيل، يوضب أغراضه من اليوم. أما السبب، أن مجموعة فاسدين في الحرب سرقوا المال العام في السلم، وما زالوا يحكمون باسم الطائفة.