هربت من لبنان والفشل في سياساته منذ أكثر من ثلاثين عاما، رغم انتهاء الحرب والوعود بالازدهار التي توقفت عند جيبة كل منتفع. هربت من لبنان عندما رأيت أن الاغتيالات مصير اللبنانيين وأن التفجيرات هاجسهم وأن الأمن المتفلت قدر عليهم. هربت من لبنان عندما وجدت أن الزبالة تأكل الشوارع والناس سيصلون إلى القمر في رحلات سياحية. هربت من لبنان لأنني أردت أن يكون لي ملجأ من الصراخ والتدمير والقصف والحروب والنزاعات، وأن أعيش في بلد تكون قيمة الإنسان فيه معروفة، فلا أضطر لأن أضع من كرامتي جانبا للعيش. ذهبت إلى الخليج الذي فتح فرص العمل وأبواب النجاح لكل من طلبها، وساعد في استقبال الآلاف ممن حطمهم اليأس معي. هربت لتلحق بي لعنة الزعماء والسياسة… هربت بسببكم… فحلوا عني حيث أنا لأتمكن من العيش، لأنني غير قادر على تمزيق جواز سفري والحصول على آخر، فاتركوني أعيش بالحد الأدنى، واتركوا لي الحد الأدنى أيضا!
