الأوضاع الدستورية في لبنان لا تشبه الدستور ولا القوانين المعمول بها، ونحن في أسوأ المراحل، ورغم ذلك، نجد فجأة أن هناك من يرحب باستقالة لحكومة الرئيس تمام سلام، أو يطالب بالتسريع بها.
كيف يمكن لنا أن نفرح باستقالة ممكنة للحكومة، ما دام ليس هناك رئيس أصلا ليقدم سلام استقالته له؟ ثم، إن استقالت الحكومة، فماذا يبقى لنا من سلطات في هذا البلد المشوه؟ مجلس النواب معطل وممدد له ولا يجتمع لانتخاب رئيس فكيف بالحري لقضايا أسخف؟ ومجلس الوزراء يصبح في حكم تصريف الأعمال، أي أنه لا يقوم إلا بالواجبات الصغرى، ورئاسة الجمهورية خالية من أي رئيس يذكر. هل هذه الصورة التي نريدها للبنان؟ هل نريد وطنا من دون مؤسسات ومن دون مسؤولين، ومن دون دساتير؟
استقالة الحكومة قد تدخل البلاد في نفق من الظلام، ومن التشتت الدستوري، لمجرد أن هذا الموضوع سينقلنا إلى مكان أسوأ مما نحن فيه اليوم. إن حصلت أزمة كبرى، كيف يمكن حلها إن استقالت الحكومة، التي تقوم أصلا بدور رئيس غير موجود؟ هل نعيش على تصريف الأعمال وننتظر الفرج الذي لا يعرف كيف يأتي؟
