يبدو أن لبنان يعيش انفصاما على صعيد حكومته، التي كانت تصر قبل فترة على إعادة اللبنانيين من إيران وإيطاليا رغم الطلبات بوقف الخطوط الجوية، فيما ترفض اليوم إعادة اللبنانيين العالقين في الخارج.
وكما طالبنا في السابق بوقف الخطوط الجوية، ولكن احترام اللبنانيين العالقين عبر إعادتهم ووضعهم في الحجر الإلزامي إلى أن يثبت أنهم لا يحملون الفيروس، كذلك نفعل اليوم بالمطالبة بأن يتم التعاطي مع اللبنانيين في الخارج بإنسانية فوق كل اعتبار.
إن هناك آلاف اللبنانيين العالقين الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف المادية للبقاء في الخارج، أو انتهت أوراقهم ولا يمكنهم البقاء.
كيف يمكن للدولة أن تتخلى عن أبنائها بهذه الطريقة ولا تحترم حقوقهم بالعودة ولا تقوم بالحد الأدنى مما هو مطلوب من أجل تحقيق ذلك؟ والأسوأ من ذلك، هو ما يحكى عن نية الدولة التعامل مع أبنائها ناس بسمنة وناس بزيت، كما لو أن هناك لبنانيين يحق لهم العودة سريعا من إفريقيا مثلا، فيما هناك آخرون يفترض أن ننتظر لكي يعودوا. هذا تمييز يحمل كل الأبعاد الممكنة، ولا يمكن القبول به إطلاقا.