أصبحنا في لبنان نربط عيد العمّال مع الوضع الاقتصادي الصّعب فلا يأتي كاملاً. لذا نعيشه كشبه عطلة، شبه احتفال وشبه تهنئة متأسفين على ما حل ببلدنا. أصبحت المعايدة تتبعها "ولكن " كأن الخطيئة تمثّلت في احتفالنا بهذا اليوم.
وهكذا نسينا أن كل لبناني فينا بحاجة الى قطف وردة السعادة من صحراء الألم، أليس هذا تعريفنا كلبنانيين؟ الشعب المعجزة الذي يمكنه تحويل مأتمِ الحياة الى ساحة زفاف، الشعب الذي يجد الأمل أسفل حُطام الوطن كي يبني منها فرصة جديدة. وهو نفسه الشعب الذي لم يكل أو يمل من بذور الأرض لعلّها يومًا ما تُثمر.
عيد العمّال هو العيد الذي يذكّرنا بأن هنالك من لم يفقد الأمل بالوطن بل لايزال يعمّر حجارته. نعيشُ في زمن أصبح الاتكال على اللبنانيين، الرافضين تسليم تراب الوطن الى الدولة التي قررت الاستغناء عنه وبيعه بهدف الحصول على المال. نحتفلُ بهذا اليوم كي نقدم لأنفسنا فرحةً حقيقيةً تخبرنا حكايات عن أناس تعبوا في الحفاظ على لبنان كقطعة واحدة لا تنقصه صخرة أو أرزة. وكي نتناقل شمعة الولاء التي أضاءها أجدادنا وحملناها نحن في مسيرتنا كناجين في لبنان.
بذلك نهنئ وطننا على وجودهم
ونهنئهم على جهودهم.