إذا كان لاستقالة جورج قرداحي من وزارة الإعلام أي دليل، فهي أن أكبر أحد في لبنان لا يمكنه في نهاية المطاف إلا أن يغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى في النهاية. إنها العبرة التي يجب أخذها، والتي تثبت أن تكبير الراس والتعاطي بفوقية مع الأمور، وحتى شد العصب والاستقواء بالداخل والخارج، كلها أمور تنتهي عند أول تسوية.
أتى اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأمس لكي يطلب استقالة قرداحي، فاستجاب الجميع، وسيتناول عندها الملف اللبناني مع السعودية في زيارته المقبلة. إنها نهاية الاستكبار، وكل خطابات الكرامة والسيادة التي أتحفونا بها على أسابيع، وفي الختام انصاع لها.