ما حصل في بلدة حمانا جريمة موصوفة بحق الحرية والديمقراطية في لبنان. أطفال في سن العشرة والثانية عشرة من العمر ينتزعون لافتة حزبية موضوعة في مكان عام – من دون أن ندخل في جدال عما إذا كان وضع اللافتة قانونيا أصلا – فيتم اعتقالهم كالمجرمين وسوقهم إلى السجون لنهار كامل، قبل إعادتهم إلى عائلاتهم. هذا التصرف الذي يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان العالمية، يدل على غباء ووقاحة بكل بساطة.
قبل أن تعتقلوا الأطفال وتتشاطروا عليهم بسبب لافتة، ماذا فعلتهم لتلقوا القبض على الفاسدين الذين وضع الإعلام أسماءهم في كل مكان، بالأدلة والبراهين، قبل أن نراهم في العرض العسكري للاستقلال كأن شيئا لم يكن، جالسين على المنصة الرسمية خلف الرؤساء؟
قبل أن تعتقلوا الأطفال، ماذا فعلتم للمجرمين الذين هجموا على ساحة الشهداء لتسكير الخيم وضرب المعتصمين بالعصي، وهل اعتقلتم شخصا واحدا منهم على الأقل؟