مأساة فوق مأساة فوق مأساة… هذه هي حكاية أهالي العسكريين المخطوفين، الذين لم يعد أمامهم إلا إقفال الطرقات سبيلا للضغط على الدولة اللبنانية من أجل التفاوض للإفراج عن أبنائهم.
عسكريون من خيرة جنود الجيش اللبناني، خطفهم المسلحون في التنظيم القاتل المجرم المتطرف يوم دخل عرسال، وبات اليوم يضع يده على رقابهم ويهدد بقطع رؤوسهم بين الحين والآخر.
الأهالي لا يلامون على تصرفاتهم ببساطة لأن الدولة اللبنانية لا تعيرهم الاهتمام اللازم، والحكومة منقسمة بين من يريد التفاوض مع الإرهابيين ومن يرفض ذلك، علما أن ما من خيار بديل، إن كنا نريد استعادة أبنائنا في أقرب فرصة ممكنة.
تركيا قبل شهر كانت تتخبط داخليا بسبب احتجاز تسعة وأربعين من أبنائها في العراق، على يد الدولة الإسلامية، وهي سعت إلى التفاوض مع الإرهابيين عن طريق وسيط ثالث، من أجل الإفراج عنهم، وعودتهم سالمين، فعاد الرهائن كلهم إلى أنقرة بخير وسلامة، ولم تتأذ صورة الدولة التركية في عيون العالم، لا بل أصبحت أكثر إشراقا لأنها حفظت سلامة أبنائها.
ماذا تنتظر الدولة اللبنانية لكي تتفاوض مع هؤلاء التكفيريين الإرهابيين لكي يعيدون أبناءنا إلينا ويخرجوا من حياتنا الوطنية؟ أم أن هناك من لا يريد التفاوض ولا الإفراج عن جنودنا؟