لم يتردّد الأردن بالمسارعة الى عرض دفع أي ثمن لإنقاذ طياره حتى لو اقتضى الأمر مفاوضات مباشرة مع داعش أو حتى إطلاق معتقلين محكومين بجرائم ارهابية نفذوها على ارض الأردن مثل ساجدة الريشاوي المدانة بتهمة تفجير فندق راديوسون وحياة عمان في العام 2005، وزياد الكربولي المصنف ارهابيا وهو عضو في تنظيم القاعدة وأدين بعملية قتل في عمان.
كدولة، تصرّقت السلطات الأردنية حيال أزمة طيارها الواقع في قبضة داعش، سارعت منذ اللحظة الأولى الى فتح قنوات اتصال مع اكثر من طرف للمساعدة ولاسيما تركيا وقطر والعشائر السنية العراقية.
وبينما كان الأردن يبحث عن حلول لإطلاق طياره لم يفكّر في وهم هيبة الدولة التي تقضّ مضاجع الساسة عندنا، فيرتكبون تحت عباءة هذه الهيبة، أسوا الخطايا.
ومنذ لحظة اعتقال الطيار استطاع الأردن أن يحافظ على توازنه ليبدو في مظهر الحاضر والمتحضّر لمواجهة أزمات وملفات من هذا النوع، لم نشعر معه بعقدة نقص أو عقدة ذنب وهو يعرض المقايضة والتبادل.
هذا هو منطق الدول التي تحترم نفسها و جنودها. أرواح البشر أغلى من الأرض ومن أي شيء آخر ومَن له إذنان سامعتان من أصحاب النفوذ وقوى الأمر الواقع … فليسمع