هل تذكرون الأزمة الاقتصادية الحادة التي دخل فيها اليونان قبل سنوات؟
فور حصول الأزمة، التي كانت بكثير من جوانبها مشابهة للبنان، تم وضع خطة شاملة، وبعد خمس سنوات، بدأ الخروج من الأزمة، وبدأ المستثمرون والمودعون باستعادة أموالهم، ودخلت البلاد في حال من التعافي الاقتصادي.
أمران كانا حاضرين في اليونان، وهما غير متوفرين في لبنان، علما أنه يمكننا تأمينهما.
الأول، هو انتظام المؤسسات في اليونان، بحكومات فاعلة وبرلمان يقوم بعمله، ودولة مؤسسات مستقرة.
أما الأمر الثاني، فهو وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانبه.
في الأمر الأول، المسألة بيدنا لو كانت هناك نية بانتظام المؤسسات بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ فعلية.
أما الأمر الثاني، فيمكن تحقيقه لو كانت الدول الصديقة للبنان ترى استقرارا بالحد الأدنى في لبنان.
لكن للأسف، النقطتان غير متوفرتين لأن لبنان يعيش حالة من التململ وليس قادرا على الخروج من الأزمة بسبب الأزمات المستمرة فيه، وكل ذلك بفضل خيارات بعض اللبنانيين التي على ما يبدو ترفض الحل.