يتخطى الإجرام كل المعقول في لبنان. فلا يكفينا أن دولتنا تسمح بموت الثروة المائية في لبنان، وتتسبب بكل الكوارث الممكنة للبيئة التي هي حصننا الأول، بل تتغاضى عن عملية بيع أسماك نافقة من شدة التلوث في القرعون، في مجزرة للبيئة والإنسان على حد سواء.
والمحزن في الموضوع أن إجمالي ما تم صرفه بين عامي ٢٠١٦ و٢٠١٨ تخطى ٣١٥ مليون دولار من أجل تنظيف نهر الليطاني وبحيرة القرعون، من دون أن تصل هذه المحاولات إلى نتيجة.
فوق كل ذلك، لدينا وزير بيئة غير اختصاصي غائب عن السمع منذ الثورة، ولدينا حكومة تصريف أعمال لا تنوي فعل شيء سوى إنفاق ما تبقى من احتياطي، ولدينا رئيس حكومة مكلف ما زال يتصارع مع رئيس الجمهورية على الصلاحيات بدل مساعدة الناس.