لم يبق أحد من السياسيين والأمنيين والمتزعمين والقادة والطامحين للمقاعد السياسية والنيابية والخدماتية والزعامات التقليدية وغير التقليدية وكل ما عدا ذلك من شخصيات ورموز إلا وتوجه إلى القاع في الساعات الماضية أو نادى بشعارات رنانة لها، وطالب بأن يكون لهذه المدينة الحق في الحياة والأمن الذي تستحقه.
أما اليوم، وبعد الجنازات وانتهاء المأساة، لم يعد أحد يفكر في القاع… بقيت المنطقة وحيدة، وبالكاد يتم العثور على أحد المارة في الشوارع، أو على التعزيزات الأمنية التي كانت موجودة في السابق.
القاع وحيدة بعدما تخلى عنها الطامحون للسلطة، لمجرد أن الإضاءة الإعلامية عليها انتهت، ولم يكن هناك من داع لأن تتوجه كل الكاميرات إليها. لكن أهالي القاع بحاجة إلى أكثر من استعراض سياسي وإعلامي. هم بحاجة فعلية إلى حماية وأمن، وضبط الحدود وعدم السماح في تفلت الأمن… هم بحاجة إلى أفعال لا أقوال وإلى قادة وليس إلى طامحين للقيادة.
