ليس مقبولا أن نرى أننا في زمن مصالحات في لبنان، للتخلص نهائيا من كل تبعات الحرب الأهلية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع المقيت الذي نعيشه، وأن يكون هناك في المقابل من يصر على إعادتنا إلى وضع شاذ وغير مقبول، وهو وضع الانقسام والكراهية.
في هذا السياق، أطل الإعلامي جو معلوف في حلقته الأخيرة، وهو يسخر من الاتفاق الذي حصل بين عون وجعجع، ولم يترك فرصة إلا وذكّر فيها بالشهداء والجرحى والأوضاع السيئة التي عشناها في لبنان، بسبب الحروب التي مرت والتي خاضها الطرفان.
ما نفع هذا الكلام اليوم، بعدما قرر اللبنانيون طي صفحة الحرب نهائيا؟ وما نفع فتح الجراح التي نحاول نسيانها وتخطيها نهائيا؟ هل علينا أن نبقى في زمن الكراهية والخلاف لأن هناك شهداء وقتلى وجرحى ودمارا؟ أليست المصالحة أهم تكريم للشهداء لكي نتخطى هذه الآلام؟ بين فرنسا وألمانيا ملايين الشهداء، لكنهما اليوم حليفان وثيقان، لأنهما عرفا كيف نتخطى الماضي لبناء المستقبل… فهل يمكننا أن نصل إلى هذا المستوى؟
