main-banner

إحذروا “السرطان” في بحر الجية… مجزرة بيئة ترقى إلى مرتبة الفضيحة

خلال أزمة النفايات التي استمرت لأشهر تحولت اكثر من منطقة في لبنان إلى مكبات للنفايات، ولكن هذه المكبات كانت منظمة في غالبية البلدات، ولكن في منطقة الجية القيت النفايات في قعر البحر بشكل عشوائي وتحديدا في منطقة المارينا في الجية وعلى مقربة من الشاطئ في وسط البحر، كما ان المكان قريب من معمل الجية الحراري.
كميات النفايات المرمية كبيرة جدا وتقدر بمئات الأطنان والعمق يصل الى عشرة امتار، وحتى اليوم لم تعلم الجهات المعنية في الدولة بالمجزرة البيئية التي حصلت ربما تحت جنح الليل، او ربما كانت تعلم وكالعادة تغض النظر عما يحصل من مخالفات.
دكتورة القانون الدولي في الجامعة اللبنانية حليمة قعقور كانت تمارس هواية السباحة في المكان واكتشفت الكارثة عن طريق الصدفة، واصيبت بحساسية جلدية خطيرة وهي تخضع للعلاج، ولكنها اصرت على تصوير ما شاهدته وعادت الى المكان ومعها كاميرا ولبست بزة سباحة مخصصة وغطست وشاهدت هول الكارثة بأم عينيها.
الدكتورة قعقور اكدت في حديث لموقع “ليبانون فايلز”، أنها تمارس رياضة السباحة في صباح كل يوم وحتى في فصل الشتاء، مشيرة الى انها يوم الخميس الماضي اثناء السباحة نسيت ارتداء نظارات الغطس وهي كانت برفقة اصدقاء لها، وهم اكدوا ان قعر البحر أسود في منطقة الجية، وهي لم تستطع رؤية القعر جيدا وكان اللون الاسود ظاهرا جدا.
ولفتت الدكتورة قعقور إلى أنها احضرت كاميرا ونظارات البحر، وغطست لكي تتفاجأ بكميات كبيرة جدا وعلى مساحات شاسعة من النفايات في قعر البحر وهي ألقيت حديثا، وهي عبارة عن بلاستيك واكياس ونفايات منزلية متحللة، كاشفة عن ان جسمها اصيب بحساسية كبيرة، عبارة عن تورم في الجلد وحبوب حمراء، وهي تتلقى العلاج اليوم بما انها اصيبت بحروق.
واكدت انها كانت تسبح بالعادة لمدة ساعة ونصف من دون توقف ولم تستطع في تلك المرة ان تبقى اكثر من ثلث ساعة في المياه في هذه المنطقة بسبب الأوجاع التي اصيبت بها مع الاصدقاء الذين كانوا برفقتها.
هذه الجريمة البيئية “المسرطنة” اكثر من ملف القمح نضعها بعهدة وزير الصحة وائل ابو فاعور النشيط في معالجة هذه الملفات، لكي تتم معالجة الفضيحة قبل انطلاق موسم البحر والسباحة بما ان منطقة الجية تعج بالمنتجعات السياحية.

ولاحقاً، وردنا من الناشط البيئي الدكتور ناصيف قزي التوضيح الآتي:

“أتوجه إليكم، وبكل محبة، من موقعي الأكاديمي، وكأستاذ للأخلاقيَّات، ومن ضمنها “فلسفة البيئة” في الجامعة اللبنانيَّة منذ ما يزيد على ثلاثة عقود… وكناشط بيئي… وكوني من أبناء الجيَّة وساكنيها، والمساهمين في كشف تراثها العريق والدفاع عن إرثها العظيم… البلدة السياحيَّة الوادعة، الممتدة على مسافة ثماني كيلومترات على شاطئ خليج النبي يونس، حيث حدثت آية يونان النبي، وحيث ترقد آثار مدينة برفيريون التاريخيَّة، والتي كانت وعلى مدى قرون إحدى اسقفيَّات الشاطئ الفينيقي، والتي تحضن آثار ثاني كنيسة بنيت في لبنان بعد صور في القرن السادس للميلاد…
تحدث المقال عن اكتشاف كمية من النفايات في بحر الجيَّة، وفي منطقة محدَّدة بالقرب من أحد المنتجعات السياحيَّة الراقية… ليخلص، واستناداً إلى صور (لم تنشر) التقطتها إحدى رواد السباحة في تلك الناحية، والتي على ما صرَّحت به، أصيبت بحساسية جلدية جراء اقترابها من ذلك المكان… ليخلص إلى تحذير الناس من السرطان في بحر الجيَّة.
قد يكون الأمر صحيحاً… لجهة وجود كمية من النفايات في البحر… وغالباً ما كانت تجتاح شاطئنا في فصل الشتاء كميات من النفايات التي تحركها الأنواء من مكب صيدا – الذي ضبط الآن – أو عبر الأنهر والسيول، وهذا ما تتعرض له كل شواطئ العالم؛ وقد نفترض، إذا كانت كمية النفايات كبيرة، على ما ورد في المقال، أنها رميت عند الشاطئ الذي توجد عليه مرافئ وسفن ومعمل كهرباء – علما أن الأمور بمعرفتنا ومتابعتنا مضبوطة من سنوات وإلى حد كبير… فعلينا، وبكل تأكيد، أن نعمل معاً على كشف مصدرها وبالتالي منع تكرار ما حصل.
أما أن نستنتج، ودون أية أدلَّة أو تقارير علمية صادرة عن مراجع رسميَّة أو ذات صفة، بأن ما تم معاينته “جريمة بيئيَّة مسرطنة أكثر من ملف القمح”، وتحذير الناس، بالتالي، في عنوان المقال، من “السرطان في بحر الجيَّة”… فهذا أمر مستنكر ومدان ولا يجوز، لا علمياً ولا قانونيَّاً ولا أخلاقيَّاً… علما بأن نطاق بحر الجيَّة هو من الأماكن النظيفة بحسب تقارير محليَّة ودوليَّة…
لذا، نتمى عليكم، أيها الأصدقاء ، وأكرر بكل محبة، نشر الأدلة المخبريَّة في هذه القضيَّة، إذا ما توفرت لكم… وإلا توخي الدقة في الأحكام التي قد تشوش الرأي العام، وتؤثر سلبا على منطقة يعيش الآلاف من أبنائها وساكنيها من السياحة الصيفيَّة… وعدم نشر وترويج تلك الأحكام غير المثبنة… وبالتالي تحذير الناس من كلام مباح قد يكون أشدَّ خطورة وظلماً”.

المصدر: lebanonfiles

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |