مع كل يوم جديد، يعمد بعض المتطفلين على هذا العالم إلى تشويه صورة الإسلام، وإلى حرق كل المبادئ الدينية المنفتحة التي أراد الإسلام رسمها عبر التاريخ، بأن يكون دينا للتسامح والإيمان.
هؤلاء الإرهابيون المتطرفون يريدون أن يجعلوا الإسلام عدوا للجميع، وأن يقتلوا كل من يصفونه بالكافر، وكأن الله نصّبهم مسؤولين عنا في هذا العالم، فباتوا يعيّرون الناس بين صالح وغير صالح.
لكن المفاجئ في هذا الموضوع هو أن ردة الفعل المعارضة لهؤلاء ما زالت خجولة من قبل القيادات العليا لدى المسلمين، رغم أن كل المرجعيات السياسية والدينية، من العاهل السعودي إلى شيخ الأزهر دانت ما يقوم به المتطرفون في هذا العالم. ما نحن بحاجة إليه اليوم هو وقفة إسلامية معتدلة لا تدين الاعتدال ولا تصفق للمتطرفين، وأن يقف المسلمون في العالم كله ضد الإرهاب وضد الدولة الإسلامية، لكي لا نصل إلى مرحلة نفرز فيها هذه الأرض بين مسلمين وغير مسلمين. لا يعقل أن نرى صلوات عن راحة نفس الإرهابيين في فرنسا في مناطق من هذا العالم، ولا يمكن أيضا أن نقبل بالتمادي في السكوت عن جرائم المتطرفين، بحجة أن بعض الناس يوافقون في السر على ما يقومون به. إننا نعيش في عالم متحضر وجديد يسعى إلى التطور، فهل نسمح بتراجعه؟
