main-banner

داعش… والمعالجات الفاشلة

حتى الساعة يبدو أنه يجري التعامل دوليا مع ظاهرة داعش بشكل مبسّط  وسطحي في شكل يهدّد بتفاقم خطره في المستقبل. أولا يجب الاعتراف ان  وراء تصاعد مظاهر التطرف أسبابا سياسيّة وتراكم عقود طويلة من الفشل في مهمّة الانظمة بناء ديمقراطيات حقيقية.

ثانياً لا يجوز لمواجهة داعش اعتماد الأسلوب ذاته الذي اعتمد سابقا لمواجهة تنظيم القاعدة، والذي برهن أنه افضى الى بروز ما هو أخطر من تطرف القاعدة.

في مواجهة القاعدة تم اعتماد الأساليب التالية:

–          حشد اعلامي ودعائي ضد التنظيم.
– ادراجه على لوائح الارهاب وزيادة الضغط الأمني والمالي عليه.
العمل على حشد تحالف دولي لاستخدام القوة العسكرية ضده (علما انّه ليس جيشا نظاميا ومواجهته معقّدة)
– الاستعانة بوكلاء على الأرض للمواجهة المباشرة جيثما تطلّب الأمر.
– توجيه ضربات لقادته الميدانيين والبارزين (بالملاحقة او القتل او الاغتيال.)
– متابعة هذه الخطوات حتى يتم التأكد أنّ المنظّمة أو المجموعة المعنيّة أصبحت شبه مفككة ولم تعد قادرة على التمدد وفي بيئة لا تمكنها من العمل.

بهذا المنطق تمّت مواجهة القاعدة لسنوات طويلة، وفي الوقت الذي اعتقدوا فيه أنّهم قضوا عليها، تشكّلت مجموعات أكثر تطرفا منها وأقل مركزيّة واكثر عدائيّة (في العراق وسوريا واليمن وافغانستان والصومال…)
الم ينتبه العالم  أنّه لم يعالج الأسباب الحقيقيّة التي أدّت الى ظهور هذه الجماعات بالدرجة الاولى. فأنت إن لم تكن تفهم ظاهرة ما فسيكون من الصعب ان لم يكن من المستحيل عليك تفكيكها ومواجهتها.

القوّة لوحدها قد تنفع تكتيكيا ولكن ليس استراتيجيا، فهي في هذه الحالة بمثابة ترحيل المشكلة وزيادة حجمها، وما يحصل فعليا هو انّ المنظمة أو المجموعة المستهدفة تكون قد تفككت من تلقاء نفسها لتعيد تجميع اجزائها مرّة أخرى بعد فترة من الزمن بشكل آخر وطريقة عمل أخرى، مع فارق انّ الأفراد المكوّنين لها هذه المرّة أكثر غضبا واكثر تطرفا واكثر شعورا بالظلم والقهر وبالتالي اكثر اجراما. كما أنّها أكثر خبرة وقادرة على التكيّف مع المعطيات بشكل أفضل من سابقتها، بهذا المعنى نكون قد اعدنا انتاج الوحش من جديد ولكن بشكل أفظع

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |