كان شعار لبنان في بداية الحرب في سوريا واضحا ومعروفا وحاولت الحكومات المتعاقبة الالتزام به رغم أنها لم تتمكن من ذلك بشكل جيد: النأي بالنفس. هذا الشعار كانت الدولة اللبنانية تحمله في كل المؤتمرات الدولية وفي كل سياساتها تجاه النظام السوري والمعارضة، وأخذت عهدا على نفسها بعدم التدخل بأي شكل من الأشكال لعدم استجرار الأزمة إلى لبنان.
لكن ومع ارتفاع الخطر على الحدود واحتدام المعارك، أعلن حزب الله في حينه أنه سيقاتل إلى جانب النظام السوري في الداخل السوري لمنع وصول المتطرفين إلى لبنان، ولإبقائهم خارج الحدود. إلا أن هذا الأمر لم يحصل، ودخل التنظيم المتطرف إلى قلب لبنان وواجه حزب الله في الضاحية من خلال تفجيرات انتحارية في البداية قبل أن يصبح في كل منطقة من مناطق لبنان ويهدد الجيش والدولة.
إذاً، ما حاول حزب الله القيام به في ذلك الوقت لمنع الإرهابيين من الوصول إلى لبنان لم ينجح، وهم أصبحوا لدينا، ولعل أفضل طريقة للتخلص منهم هي في إزالة السبب الذي جعلهم يدخلون إلى لبنان، وهو دخول حزب الله إلى سوريا. كل المرجعيات السياسية والدينية والاجتماعية تجمع على أنه آن الأوان ليعود حزب الله إلى لبنان، ليعود المتطرفون إلى حيث أتوا.
