بعد شهر على مأساة انفجار المرفأ في بيروت، لا تبدو الصورة متفائلة جدا. هناك من تابع العمل بشكل طبيعي، وهناك من يرفض المثول أمام القاضي بصفة شاهد لا بصفة مدعى عليه، وهناك من يصر على أن المسؤولية ليست لديه، رغم موقعه العالي. المشكلة أن بعض الناس في هذه الدولة يتعاطون ساعة يشاؤون على أساس أن الصلاحيات كلها بيدهم، ويتنصلون منها ساعة يشاؤون.
الأسوأ أن شهرا من التحقيقات المحلية لم توصل إلى أي مكان أكثر من توقيف بعض الموظفين الصغار، ليكونوا في الواجهة، في حين أن أي وزير أو رئيس لم يواجه أي اتهام أو مساءلة، في وطن يهرب من العدالة. وفوق كل ذلك، ما زال هناك من هو متمسك بالتحقيق المحلي بدل التحقيق الدولي، بحجة أن التحقيق الدولي يستغرق وقتا… أخذتم شهرا كاملا وأنتم لا تتجرأون على مساءلة شخص واحد في السلطة الفاسدة على دوره، فكم تحتاجون من الوقت أكثر؟