من المعلوم أن السياحة هي منجم للبنان، لأن في غياب الصناعات الضخمة والمداخيل الكبيرة منها، وتراجع المحاصيل الزراعية، يؤمّن القطاع السياحي الجزء الأكبر من الأرباح للبنان، هذا إن ترافق مع الاستقرار السياسي والأمني.
لكن في ظل غياب السياح، لا بد من الالتفات إلى أمر مهم جدا، قد يساعد السكان في الأطراف وفي المناطق السياحية البعيدة، لتعويض بعض الخسائر، وهو السياحة الداخلية.
إن قام سكان بيروت مثلا بزيارة مغارة جعيتا وتعنايل وزحلة والأرز وقانا ومغدوشة وجزين والقبيات والبترون وكل المناطق السياحية في لبنان، والعكس طبعا، يتعرف اللبنانيون إلى مناطق لا يعرفونها أبدا، وفي كثير من الأحيان يجهلون ما تتضمنه من تحف وآثار، ويكونون في الوقت نفسه قد ساهموا في دعم مداخيل هذه المناطق، ولو كانت الأموال تدور في البلد نفسه.
السياحة الداخلية هي حل بسيط قد يساعد بعض المناطق على تعزيز اقتصادها، ولكنه أيضا أمر ضروري للبنانيين، لأن كثيرين منهم يجهلون ما لدينا من أمور رائعة، ويصرفون الملايين للسفر إلى الخارج، بدل إغناء نفسهم بكنوز لبنان.
