main-banner

يا ريت فيي ما هاجر…

أنا شاب لبناني، بالكاد يتجاوز عمري الاثنين وعشرين عاما، وفي جعبتي شهادة جامعية حصلت عليها بعدما عمل والداي ليلا نهارا من أجل الحصول على المبالغ الخيالية التي يتطلبها العلم في لبنان.

تخصصت في أهم الجامعات، وحصلت على أعلى العلامات، وأردت أن أساهم في بناء وطني، لكنني أصبحت اليوم واحدا من ربع الشباب اللبناني العاطل عن العمل.

وأكثر من ذلك، أعاني يوميا من صراع داخلي يجعلني أسأل نفسي باستمرار: ماذا أفعل في لبنان؟ تصلني باستمرار رسائل عن مهن يمكن أن أذهب إليها في الخليج أو حتى في أوروبا، لكنني أفضل أن أبقى في بلدي، قرب عائلتي وأصدقائي.

لكن كلما رأيت من حولي ما يحصل في هذا البلد، أجد نفسي محبطا أكثر فأكثر، لأن الأمل الذي بنيته للبنان لم يعد موجودا. أعيش في بلد لا رئيس فيه، وحكومته غير قادرة على رفع النفايات من الشارع، فكيف يمكنني أن أطلب إليها أن تحسن وضعي المعيشي، وأن تؤمن لي الطبابة المجانية أو العلم الرسمي الجيد؟

يصعب علي أن أفكر بالهجرة، لكنني للأسف وصلت إلى مرحلة أصبح فيها العيش في لبنان أصعب من فكرة الهجرة نفسها، فهل أكون مخطئا بحق بلدي إن قررت أن أتركه لأن حياتي ومستقبلي أهم؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |