يعيش المسؤولون على كوكب آخر كما يبدو. في وقت يكلف كل يوم تأخير المزيد الملايين، لا بل المليارات من الخزينة اللبنانية ومن أعصاب الناس ومدخراتهم، تبين لنا بعد كل ذلك أن مسؤولين في الحكومة اللبنانية أجلوا موعدا كان محددا مع هيئة صندوق النقد الدولي، والسبب مجهول.
لبنان الذي يحتاج للنهوض من أزمته لمساعدة عاجلة وضرورية من صندوق النقد، من خلال ضج ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار في الخزينة، لا يبدو المسؤولون فيه مضطرين لهذا الأمر، فهم يؤجلون الاجتماعات ويتصرفون كما لو أن ما من مشكلة، ويشترون الوقت.
وإذا فتشنا في التفاصيل، نجد أن المشكلة الحقيقية هي في غياب الدولة، فالحكومة المستقيلة لا تستطيع عقد اللقاءات، والحكومة الجديدة غير موجودة، والمعنيون لا يريدون تحمل مسؤولية الانهيار إذا حصل، فهل نبقى هكذا فيما لبنان يعيش على وقع الأزمات والمخاوف والقلق؟