من المؤسف أننا وبعد سبعين عاما على الاستقلال، وربع قرن على اتفاق الطائف، وعشرات الأزمات والمآسي التي نعيشها في لبنان، أن يكون هناك من لديه شك في هوية لبنان النهائية وفي كيفية العيش بين اللبنانيين تحت سقف وطن واحد، اخترناه جميعا أن يكون وطنا لكل اللبنانيين من دون استثناء.
من المؤسف أن نرى أن هناك من يطالب بأن يكون لبنان دولة إسلامية أو دولة مسيحية، أو دولة ذات هوية بعيدة كل البعد عن التنوع الذي لطالما امتاز به هذا الوطن، خصوصا أن الأثمان الباهظة التي دفعناها كانت نتيجة استماتتنا للوصول إلى هذه النقطة.
ممنوع علينا أن نكون اليوم في مرحلة ما نزلنا نسأل فيها عن هوية لبنان الحقيقية وعن كيفية المحافظة على هذا الوطن بصيغته، وأن نسمع في المقابل أصواتا تنادي بأمور لا يمكن قبولها، مثل أن يكون لبنان إمارة أو إقطاعا دينيا، أو ما شابه ذلك. لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه… شاء من شاء وأبى من أبى… ونقطة عالسطر.
