main-banner

لا تقل أنا أعلم فالعلم لا حدود له… بل قل أنا أجهل


يقال إن آفة الآفات ومصنع الطغاة هو الجهل. لا توجد صفة أقبح من الجهل لأن بإمكانها أن تجرّ وراءها العديد من الصفات القبيحة. فبإمكانك أن تستعبد الجاهل ورغم هذا يظنّ أنه حر.

وإذا أردت نزع قيوده يظن أنك تريد نزع ملابسه! وإذا أردت أن تدلّه على الطريق، ينظر اليك بريبة ظنّا منه أنك ستضيّعه عن الدروب التي اعتاد اليها.

ربما هو يجيد القراءة لكنه لم يقرأ أي كتاب في حياته، ولا تستغرب إن وجدته يحمل شهادة جامعية. في كل زاوية له سيّد يفكّر ويقرر بالنيابة عنه. عقله نظيف جدا لقلّة استخدامه له.

صدق من قال إن الإشاعة تموت على لسان مطلقها لولا وجود الجاهل، ومفسّرو الأحلام وطاردو الجان وبقية المشعوذين يغلقون دكاكينهم وبرامجهم لو لم يكن بيننا هذا الجاهل. وهو أول من يصفّق للطغاة والمستبدين ويبكي عند وفاتهم.

أجهل الجهلة هو الذي يظنّ أنه يعلم.

الجاهل لا يحمل رأساً فارغة، فرأسه ممتلئة بالكثير من المعارف التي لا قيمة لها. يؤمن بالخرافات ويخاف أن يظهر له الجان في زاوية الشارع، ويفضّل الذهاب الى مشعوذ أكثر من الذهاب الى عيادة طبيب نفساني. ونصف الأمراض التي تصيبه هي بسبب صيبة العين.

الجاهل يدافع عن جهله بشراسة وكأنه يدافع عن هويته.

الرّبيع الذي ينزع الطغاة، ليته يأتي بربيع العقل الذي ينزع الجهل الذي صنعهم، وإلا فالجهل سيواصل صناعة الطغاة الجدد.


 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |