main-banner

..هكذا نعالِج

اكتشف علماء النفس والسلوك الإنساني مؤخرا أن عبارة “لا للمخدرات” التي كانت تستخدم لمحاربة المخدرات والتحذير منها ما هي إلا دعاية مجانية للمخدرات ودعوة لتجربتها، واستندوا في ذلك على أن العقل اللاواعي لا يتعامل مع أداة النفي “لا” بل يعمل على ترسيخ بقية العبارة، ومع الوقت تكون “المخدرات” كمفردة ترسخت في العقل وصارت مقبولة وأصبح التعامل معها طبيعيا.

من هنا كانت دعوات الى إعادة النظر في بعض المفردات التي تستخدم في طرح بعض الشعارات والتي يبدو أنها تأتي بنتائج عكسية. فكثرة الحديث عن مكافحة الفساد أصبحت بمثابة دعاية للفساد نفسه وترسيخا لمعاني هذه الكلمة داخل العقل فيصبح الفساد بعد فترة جزءا من ثقافة سائدة يزيد معها انتشاره بدلا من القضاء عليه.

وكذلك بالنسبة للحديث عن مكافحة الإرهاب، وترداد هذه العبارة يبدو أنه بدأ بطريقة أو بأخرى يروّج كلمة إرهاب على نطاق واسع فتسمعها على لسان الصغير والكبير.

في إحدى المدارس يلعب الأولاد في وقت الاستراحة لعبة “داعش والجيش”؟… فكيف ترسخت هذه الكلمة في أذهان أطفال بعمر السنوات الخمس؟!

صار لزاماً على المعنيين في كل مناحي الحياة الاجتماعية والتربوية والسياسية إدخال تعديلات على طريقة مقاربة الأمور وتوصيل الرسالة بطرق مختلفة لا تروّج للخطأ والشواذ.

وبدلا من الإكثار في استخدام الكلمات التي تعكس المشكلة فلنعزز تلك التي تتعلق بالحلول. فالحث على العمل الجيد خير من التحذير من العمل السيء.

الأم تيريزا سبقت الجميع الى هذه الخلاصة، فعندما طُلب منها المشاركة في تظاهرة مناهضة للحرب قالت: لن أشارك، أمّا إذا كانت هناك مظاهرة لدعم السلام فسأكون أوّل المشاركين….

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |