غريب أمر هذا البلد الذي يطلق فيه كل طرف موقفا من هنا أو من هناك، فيصبح الحاكم بأمره، وينفذ شروطه على اللبنانيين بأي ثمن كان. والبدعة الأخيرة التي رأيناها هي تهديد هيئة العلماء المسلمين لجمعية Proud Lebanon لأنها أرادت تنظيم مؤتمر عن المثلية الجنسية، في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية، قبل أن تفاجأ بأن الفندق ألغى الحجز، لأن الهيئة هددتها.
إن هيئة ليس سلطة دينية أصلا، وليس من شأنها أن تتدخل في هكذا احتفالات حتى ولو كانت سلطة دينية، هددت وتمكنت من منع هكذا مؤتمر، في حين أننا نتباهى في لبنان بأننا متقدمون في التفكير، وبتنا أقرب من السابق إلى تقبل الآخر.
ها هي أفكار المتحجرين تعيدنا إلى عصر الخوف، بدل من أن ننتقل إلى التقبل والعلمنة. وطن!
