إن كنا جالسين في منازلنا ونحصل على التدفئة والراحة، لا بد من أن نتذكر أن في لبنان أكثر من مليون لبناني تحت خط الفقر، وأكثر من مليون سوري يعانون الحرمان بسبب نقص المساعدات الإنسانية، ومن الصعب تصور وضعهم في هذه الظروف المناخية.
نحن في منازلنا ورغم التدفئة نعاني البرد ونسمع أصوات الرعد والشتاء في الخارج، فماذا يحصل إذاً للسوريين الذي يبيتون في خيم أو في منازل من تنك وخشب في السهول؟ أو ماذا نقول للبنانيين الذي يتقاضون الحد الأدنى للأجور، ويخافون إن أشعلوا التدفئة أن ترتفع فاتورة الكهرباء لأن لا قدرة لهم على دفع المزيد من المال؟
كيف نعرف في هذا السياق من نلوم وعلى من نعتب؟ هل نلوم الدولة اللبنانية على سياساتها الخاطئة، أو نلوم المنظمات الإنسانية الدولية على نقص المساعدات، أو نلوم الطقس لأنه بارد؟ كل ما يمكننا أن نقوله في هذه الحال، هو “الله يساعد العالم” في هذه العاصفة التي تليها عاصفة برد وصقيع لم نشهد مثلها من قبل، لأن ما يحصل مع الأشخاص الذين يعانون البرد اليوم لا يمكن أن يفهمه إلا صاحب العلاقة لأنه من يشرب الخمرة ليس كمن يحصي الأكواب.