إن الأشرطة التي انتشرت في الساعات الماضية لما يحصل داخل سجن رومية من عمليات تعذيب وتصرفات خاطئة بحق بعض السجناء هو بمثابة انحدار أخلاقي لم نشهد مثله في لبنان ولا في العالم.
غالبا ما تتصرف الدول مع السجناء بأقصى درجات الحيطة والحذر لأن التعامل مع السجين يعكس مدى احترام حقوق الإنسان وكيفية التصرف بشكل حسن مع المعتقلين، من أجل مساعدتهم على التوبة وعلى العودة بشكل صالح إلى الحياة الاجتماعية العادية. أما صور التعذيب التي رأيناها في الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تظهر لبنان على أنه بلد فاسد لا يحترم حقوق الإنسان، ويتصرف مع السجناء كما لو أنهم حيوانات.
أكثر من ذلك، إن لهذه الصور تأثيرا على ملف المخطوفين اللبنانيين، فكيف تكون ردة فعل لبنان لو رأى أن جنودنا يتم التعاطي معهم كما يتم التعاطي مع المخطوفين؟ وأكثر من ذلك، هل هذه هي الطريقة الأفضل للتعامل مع السجناء لمساعدتهم على معرفة الأخطاء التي اقترفوها والتوبة عنها؟ أم أن ما يحصل سيجعل السجين يكره الدولة أكثر، وينوي أن يصبح متطرفا عندما يخرج من السجن؟
