لم تعد الكورة تحتمل المزيد من الجرائم البيئية، حتى جاء معمل الجفت في بزيزا ليكمل مشهد الجريمة بقتل أهالي الكورة بسموم السودا الكاوية – القيطرون- الناتجة عن مصنع تكرير الزيت وسموم الهكزان وغيره من المذيبات العضوية المستعملة في استخراج الزيت من الجفت في المصنع الحديث العهد الذي تملكه الشركة “اللبنانية الكويتية لصناعة الزيوت”.
وضع تطرق إليه “تجمع الهيئات الزراعية في الكورة” الذي سمى في بيان عنه الكورة بـ”هيروشيما”، وأشار أن هيروشيما الإرهاب البيئي الذي تشهده منطقة الكورة لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني، وهو أبشع عملية إرهاب بيئي على سطح كوكب الأرض لأنه مجزرة متعددة الأوجه، تقضي على البشر والشجر وتغتال كل أنواع الحياة.
وتابع البيان: “نضع أمام الرأي العام اللبناني والمسؤولين معطيات شركات استيراد الزيت التي جمعت ثروات فاحشة من عمليات استيراد الزيت الأجنبي خاصة المكرر الذي دأبت على إعادة تصديره على انه زيت لبناني، الأمر الذي أجبر المزارعين على بيع أراضيهم، ولقد سبق ان أدخل أصحاب هذا المصنع إلى لبنان شحنات كبيرة من الزيت على أساس انها زيت زيتون، وبعد فحص عينات منها تبين أنها زيت جفت”.
وأقفلت جميع مصانع سحب الجفت من الكورة أواخر القرن الماضي بسبب الانبعاثات الخطيرة التي تنفثها، ومن أخطر جوانب هذه الجريمة النفايات السامة الناتجة عن عمليات التكرير والعمليات الملحقة بها ونفايات المذيبات العضوية التي تتحول إلى نفايات سامة جداً.
ولفت إلى أن مصير ابناء القرى المجاورة سيلاقي المصير نفسه الذي لقيه أهل المناطق التي دفنت فيها المذيبات العضوية والتي استوردت من بعض الدول الصناعية الأوروبية ودفنت في عدد من بلدان العالم”.
وكان محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا وفي جولة سابقة له في المنطقة، أشار الى أن “الوضع البيئي والصحي أولوية بالنسبة الينا، وسنتابعه ولن نهمله أبداً، ولهذا السبب في صدد تشكيل لجنة من المحافظة ورؤساء البلديات المعنية والخبراء والمهندسين، لمتابعة الملف بغية التوصل الى نتيجة ترضي المواطنين وتحافظ على صحتهم، ومن ناحية ثانية نتمنى على الشركات ان تتجاوب مع الخطة المزمع السير بها، ولا نقبل ولن نقبل بأن يكون المواطن وصحته بخطر أو البيئة بخطر”.
