main-banner

طبقة سياسية تتلهى بالتوريث وتنسى الانتخاب

غريبة هي هذه الطبقة السياسية التي نعيش في ظلها اليوم، ولا خيار لنا إلا القبول بها في ظل غياب الانتخابات النيابية. فقد سلم الشعب اللبناني السلطة لنواب قرروا التمديد لأنفسهم، والتغيب عن جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والأجمل من ذلك أن هؤلاء الحكام قرروا أن يستفيدوا من الوضع المزعج الموجود في البلاد، وغياب المساءلة، من أجل تحسين عجلة الأحزاب داخليا، والتلهي بعملية توريث الأبناء.

النائب وليد جنبلاط قرر الاستقالة وإسناد السلطة لابنه تيمور، والنائب سليمان فرنجية يتحضر لزعامة جديدة يتولاها ابنه طوني، والرئيس أمين الجميل أعلن أنه لا يريد الترشح لرئاسة حزب الكتائب، تمهيدا لتسليم ابنه سامي مقاليد الحكم.

نعم، هذه هي أحزابنا السياسية في لبنان. مجموعة من الزعامات التقليدية التي تنشغل بالتوريث الداخلي للحفاظ على مكتسباتها بدل العمل على مجموعة من الأمور الضرورية لتأمين ديمومة الوطن، مثل انتخاب رئيس الجمهورية، أو تأمين انتخابات نيابية لضمان استمرارية المؤسسات. أما نحن فساكتون عن هذا الواقع، ونرضى بما يمليه علينا عدم التغيير في الوطن، ولا نقوم بأي مسعى لرفض هذه العملية التي تعيد الطبقة نفسها إلى الحكم، من دون أن نرضى بذلك حتى. التاريخ يعيد نفسه، ونحن نتفرج.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |