بات الضرر الصحي للنفايات مثبت في حياتنا اليومية مع تسجيل المستشفيات عشرات الحالات التي تدخل يوميا إلى الطوارئ، وتظهر عوارض تسمم والتهابات وجراثيم، ويتبين بعد الفحوصات المخبرية والإشعاعية أنها نتيجة للتعرض لمكيات النفايات التي ترمى في الشوارع. حتى لو أن البلديات ترمي بعض الكلس والمواد الكيميائية على النفايات لإبعاد الجراثيم، إلا أن الرائحة وحدها كفيلة بأن تكون مضرة للصحة وللجسم.
الإحصاءات في المستشفيات تظهر أن ما يحصل في لبنان بات يتخطى الواقع المقبول، لأن اللبنانيين عرضة لكل أنواع الأمراض على الطرقات لمجرد أنهم يعيشون قرب النفايات والقمامة، أما إحراق هذه النفايات ففيه الضرر الأكبر، لأنه يدخل ما يحرق إلى رئتينا…
النفايات ليست مجرد أزمة حكم، ولا مجرد تلويث للمشهد، لقد باتت النفايات السبب الأول في مقتل اللبنانيين وإصابتهم بالأمراض والجراثيم والأوبئة، ولينجنا الله من التبعات الأكبر لهذه الكارثة، لأننا عندها سنكون في أسوأ أنواع البلدان التي تعود إليها الكوارث الصحية بسبب إهمال الدولة.
