سيكون تاريخ 14 شباط 2005 علامة فارقة في التاريخ اللبناني، لمجرد أنه غيّر مجرى الأحداث، وأدى إلى انقلاب جذري في موازين القوى، وبدّل مسار الأمور وما زلنا حتى اليوم نشعر بتأثير هذه الأمور في حياتنا السياسية.
اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان نقطة محورية نقلت لبنان من مكان إلى آخر، وها نحن اليوم ما زلنا تحت تداعيات هذا الحدث، الذي يرافقنا من خلال التحالفات والتبدلات، ومن خلال المشاريع المستقبلية.
لكن الأهم هو أن نأخذ العبر من هذه الذكرى التي يجب أن تكون محطة مفصلية لنا، للانتقال إلى دولة فعلية، وليس إلى مجموعة من الجهات المتناحرة والمتفرقة. إن هذا التاريخ سمح للبنان لطي صفحة الماضي، وتأمين الانسحاب السوري، والوصول إلى طريقة جديدة في الحكم والمشاركة، ومن الضروري الحفاظ على هذه المكتسبات وعدم القبول بأن يتم التعاطي معها من باب العودة إلى الوراء.
14 شباط هو تاريخ بدأ فيه لبنان الذي نعرفه، وواجبنا أن نجعل منه لبنانا يليق بنا.