يتعاطى بعض السياسيين مع الحكومة العتيدة كما لو أنها مائدة يتم تقديم أشهى الأطباق عليها، فيقترب الأول من الطبق الألذ، ويأكل منه قبل أن يسبقه أحد إليه، ثم يأتي الثاني فيبدأ بالأكل معه، أو يسرق طبقا ثانيا لذيذا أيضا.
يتصارعون بكل قواهم على الحكومة وحقائبها، وهم يعلمون أنها لن تعيش أكثر من بضعة أشهر، إلا إذا كان هناك اتفاقا خفيا بالتمديد لمجلس النواب إلى ما لا نهاية، على اعتبار أننا لم نتوصل بعد إلى قانون انتخاب سليم.
المؤسف في القضية أن التعاطي مع الحكومة ليس من باب الثقة أو المعرفة أو الكفاءة. كل منطقة تريد ممثلا، وكل طائفة تريد سلطة وحقيبة وازنة، وكل مسؤول يريد ترشيح شخص من طائفته، ومن منطقته، ومن لائحته المقبلة في الانتخابات النيابية.
ألا يعكس ذلك جهلا إلى أقصى الحدود؟ وأين الحرص على مكتسبات الوطن في هذه الحال؟ أم أن الوطن مختصر ببعض المتزعمين؟
