بلغت درجة الكذب في السياسة في لبنان مستويات قياسية لم نعهدها من قبل، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى حكومة تقوم بورشة إنقاذية اليوم قبل الغد، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.
والمؤسف أن من يدعي عدم التدخل والتنزه عن المناصب ورفض كل المواقع والوزارات، هو نفسه الذي يعرقل يوما بعد يوم، ويفرض الحصص ولا يقبل بأن يشاركه أحد، كما لو أننا نستغبي الناس فعليا، ونحرق كل المهل من أجل الحصص.
إن هذا الأمر يمكن أن يكون خيانة وطنية، لأننا في زمن القهر والفقر، نجد أن هناك من يصر على التمسك بالحصص ويمعن في خرق الدستور، بدل تسهيل تشكيل حكومة تنقذنا من الوضع المتردي. والأسوأ أنه كلما حرد طرف، يغيب ويقفل خطه ويصبح خارج السمع كما لو أنه يطالب الآخرين باستجدائه.
إخجلوا من الناس على الطرقات منذ ثلاثة أشهر، إخجلوا من الناس التي أموالها لم تعد لها، إخجلوا من الناس التي فقدت أعصابها، أما لعنة التاريخ، فلن تخجل منكم عندما ستذكركم.