أثبتت التجربة في لبنان أن أحدا لا يمكنه أن يلغي الطرف الآخر، وأن ما يحصل في كل الأحوال ينتهي إلى التوافق والوقوف عند اختيارات كل الأطراف.
من المهم أن يكون تشكيل الحكومة قادرا على إنجاز خرق ما، لكن التهويل بعدم القبول بوجود أفرقاء معينين في الحكومة، أو رفض مشاركة فريق أو محاولة إخراج فريق من خلال إحراجه مرارا، كلها أمور لا تنفع في تحسين حياة الناس، ولن تفيد من يعتمدونها، لمجرد أنها غير قابلة للحياة في لبنان.
هذا البلد قائم على التوافق وعلى الحد الأدنى من كل شيئ بين مكونات الشعب اللبناني، وبالتالي، من الضروري الاتفاق على أن إلغاء الآخرين ليس خيارا في لبنان، وأن مصيرنا العيش إلى جانب الآخرين لو مهما تبدلت الظروف في لبنان.