قرار منع المنح المدرسية جائر وغير قانوني وضرب للعلم…
طلب وزير الصحة وائل أبو فاعور من وزير التربية الياس بو صعب وقف المنح المدرسية ومنعها بشكل تام، ومعللا قراره بأنه يريد دعم المدارس المجانية وتقوية المدارس الرسمية.
لكن هذا القرار غير منطقي وغير مسموح، ولا يمت إلى الواقع بصلة لعدة أسباب.
الأول، أن أبو فاعور ليس وزير الوصاية على المدارس ليتقدم بهكذا طلب، ولا شأن لوزارته في التربية والتعليم، وبالتالي لا يمكن له أن يكون ضليعا في هذا الموضوع، أو حتى صاحب قرار فيه.
الثاني، هو أن المدارس المجانية شبه الغائبة في لبنان، بسبب عدم قدرتها على استيعاب الطلاب، والمدارس الرسمية لا تؤمّن مستوى علميا جيدا للطلاب، إلا في المرحلة الثانوية، ما يجعلها غير قادرة على تأمين المستوى العلمي المطلوب.
ما الذي يزعج معاليه إن قمنا بتأمين منح مدرسية من خلال جمعيات ومبادرات فردية لمساعدة الطلاب على تأمين علمهم كما يجب؟ ماذا يؤثر منح المساعدات التعليمية على وزارة الصحة وعلى معاليه، وعلى مجلس الوزراء مجتمعا، طالما أن الدنيا بألف خير، والمساعدات يتم توزيعها عندما تتأمن القدرة، وأهالي الطلاب ممنونون لهذه الخطوات، لأنها تساعد على سد العجز الذي خلقته الدولة.
كان الأحرى بالوزير الطلب إلى وزير التربية تفعيل عمل المدارس المجانية والمدارس الرسمية، والعمل للوصول إلى مرحلة يكون فيها التعليم الرسمي مجاني ومتاح للجميع، قبل أن يطلب إلغاء المنح المدرسية الذي لا مسوغ قانونيا له، ولا مبرر إطلاقا له.
