المشهد يجول العالم، وكل وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن الفخ الذي وقع فيه وزير الخارجية جبران باسيل، في المقابلة مع الإعلامية هادلي غامبل، التي ويا لغرابة الصدف، اتهمتها نائبة باسيل مي خريش قبل يومين بأنها صهيونية وتريد شن حملة على باسيل.
أول سؤال طرحته غامبل على باسيل كان عن حضوره إلى دافوس على متن طائرة خاصة وهو يتقاضى 5000 دولار كوزير في الشهر لا أكثر، فكان جوابه أنه لم يكبد الخزينة أي ليرة، ولكن تكاليف الرحلة كانت هدية! فبادرته سيغريد كاغ بالرد: لا يحق لنا في الوظيفة العامة أن يكون لدينا هكذا أصدقاء!
نعم… الجرصة العالمية بسبب تصريح باسيل تكشف الوجوه، وتثبت أنه للأسف في لبنان، لا يعتبر الوزير أو أي شخص في الوظيفة العامة أن تلقي هذا النوع من الهدايا من أصدقاء هو نوع من خرق لعمله في الشأن العام، كما يحصل في كل الدول المتحضرة التي تحترم رأيها. إن باسيل أقر بلسانه عن الفساد الذي ارتكبه، بقبول الهدايا والرشاوى. لكن طبعا، لن يغير هذا الأمر شيئا في عقل المنظومة الفاسدة في لبنان المعتادة على هذا الأمر، ولا على الجمهور الذي يتبع الزعيم من دون محاسبة، وسيجد مئة حجة وحجة لتبرير ذلك.